كانت Julie Pelipas، التي شغلت سابقًا منصب فوغ أوكرانيا، وهي المديرة الإبداعية للعلامة الأوكرانية BETTTER، واحدة من الأسماء البارزة التي تتردد في لقطات أزياء الشارع خلال أسابيع الموضة. تتميز بجسمها النحيف والممشوق، وعندما يتعلق الأمر بأزيائها، لن تجد أثرًا للماركات الكبيرة. على العكس، فهي تُكرر ارتداء القطع نفسها وتفضل تنسيق إطلالاتها باستخدام أزياء vintage وملابس مستعملة. يمكن للجميع أن يتعلموا من إطلالاتها كيفية تقديم أسلوب معرفي وأنيق باستخدام لمسات بسيطة للغاية.
لكن Julie Pelipas لم تكتفِ بأن تكون مجرد مديرة أزياء، ففي مسيرتها المهنية اكتشفت أن سوق الملابس اليوم يعاني من مشكلة متفاقمة تتمثل في الهدر المفرط. بشكل أكثر تحديدًا، فإن سلسلة التوريد السريعة Fast Fashion العالمية، وما يرافقها من عملية إنتاج، تساهم في تلويث بيئي صناعي واسع النطاق. في ظل هذه الظروف، تؤمن Julie Pelipas أن الإبداع وحده هو القادر على إحداث التغيير، حيث يُعتبر التحول من خلال تقنيات إعادة التدوير والترقية العامل الأهم لتحقيق مجتمع مستدام.
لاحقًا، اتخذت بيليبس قرارًا هامًا، حيث أسست في عام 2020 علامة الأزياء الخاصة بها BETTTER، والتي أصبحت خلال أربع سنوات فقط اسمًا بارزًا في عالم الموضة. تدعو العلامة إلى تقنية الترقية وإعادة التدوير (Upcycled System) بدلاً من الإنتاج المفرط، والسبب وراء ذلك بسيط للغاية، وهو السعي لتحقيق الاستدامة لكوكبنا. تعتمد العلامة على استخدام المواد المُعاد تدويرها بشكل رائع، حيث تتميز كل قطعة من أزياء BETTTER بتوازن بين الأسلوب والمضمون، مع إرفاق Care Passport جواز السفر العلاجي لتوثيق مصدر الأقمشة بالتفصيل.
مؤخرًا، حضرت Julie Pelipas فعالية Lane Crawford Spring OPEN HOUSE في هونغ كونغ. ركز هذا الحدث على المصممين الشباب والعلامات التجارية المبتكرة، حيث استعرض كيفية الالتزام بتصميم مستدام وجودة استثنائية. كما أجرت محادثة مباشرة حول الموضة البيئية مع ZTYLEZ.
س: ما هي الرؤية وراء BETTTER؟ وما الذي ألهمك لإنشاء علامة أزياء ترتكز على إعادة التدوير؟
ج: يشعر كل من يعمل في صناعتنا أحيانًا بهذه الفكرة: “هذا القطاع يتهاوى، لقد تجاوزنا الحدود كثيرًا.” جاءت فكرة BETTTER في ذهني أثناء عملي في مجلة VOGUE. الدخول إلى هذا المجال عبر بوابة الإعلام يمنحك فهمًا شاملاً لجوانب عديدة الجيد والسيئ. عملية صناعة الأزياء تسير وفق نمط النظم القديمة للإمداد/الإنتاج، مما يؤدي إلى فائض هائل في المخزون دون أي حلول واضحة لدورة حياة هذه الملابس التالية. ثم تأتي تلك القصص القبيحة التي لا يُحب أحد الحديث عنها: الملابس التي تُحرق أو تُهمل، أو (في أفضل الحالات) تبقى عالقة في المخزون الذي لا يُباع. أنا أقدّر الكثير من الشركات الناشئة في مجال إعادة التدوير، فهو نوع من إعادة التدوير التنازلي، الذي يُعَدّ على النقيض من إعادة التدوير التصاعدي (Upcycling). لكن بإمكاننا أن نصبح أكثر استدامة وذكاء. المفاجئ في الأمر أن المشاركين في هذا المجال ما زالوا يُعتبرون قلة. إعادة التدوير التصاعدي كطريقة يتم تهميشه بشكل كبير، حيث يُنظر إليه كنوع من الحِرَف أو الفن المُرقّع الذي لا علاقة له بالتكنولوجيا أو تطوير الصحة طويلة الأمد. لهذا لم يحظَ بالاستثمارات أو الاستكشاف أو الإيمان الكافي.
س: كيف تبدو عملية التصميم في BETTTER؟
J：في BETTTER، نعمل تحت مبدأ إعادة التصميم، بدءًا من تحليل المخزون غير المباع، ثم نستخدم برنامجًا خاصًا لتحقيق الأتمتة. عندما نتعاون مع العلامات التجارية، تكون الخطوة الأولى في عملية الإبداع هي إجراء بحث دقيق في تراث العلامة التجارية وتاريخها، لضمان أن يتم إعادة تصميم الملابس بطريقة تحترم وتعكس الحمض النووي الأساسي للعلامة التجارية. هذه الطريقة التي تركز على المواد أولاً تضمن أن كل قطعة ملابس فريدة من نوعها وتستفيد بالكامل من الموارد المتاحة. بالمقارنة، يبدأ التصميم التقليدي عادةً بفكرة أو اتجاه معين ثم يتم البحث عن مواد جديدة لتحقيق هذه الرؤية. إن عمليتنا تقلب هذا النموذج رأسًا على عقب، حيث نركز على الإبداع ضمن حدود المواد المتوفرة.
Z：نظرًا لتميز المواد المتاحة، غالبًا ما يُنظر إلى إعادة التدوير والترقية كعملية صغيرة النطاق لإنتاج قطع ملابس فريدة من نوعها، ولكن BETTTER توفر مجموعة متنوعة من المقاسات، مما يجعل موضة الترقية أكثر ملاءمة للسوق التجاري. كيف نجحت BETTTER في توسيع نطاق إعادة التدوير والترقية؟
J: هذه ممارسة تميل لأن تكون أقرب إلى التفصيل الراقي المخصص لفئة معينة، ولكن هناك نقص كبير في البيانات حول المواد ذات المخزون غير المباع. في بعض الحالات، قد تُخطئ بربط إعادة التدوير والترقية بتقليد الملابس الكلاسيكية أو المستعملة. قد يكون العمق لكل SKU في بعض المخزونات غير المباعة قريبًا جدًا من عمق المخزون العادي بجميع مقاساته. طبيعة وحجم المخزون غير المباع دائمًا تختلف، وهذا هو السبب وراء تركيزنا الشديد على التقنية التي تقف خلف المنتج. إنه بمثابة سؤال أيهما سابق: الدجاجة أم البيضة؟ – بدون التقنية، من المستحيل توسيع نطاق مثل هذه المنتجات، ولكن بدون المنتجات، يستحيل أيضًا تطوير التقنية. لذلك نحن نقوم بكلا الأمرين. هذا النموذج لا يجعل فقط موضة إعادة التدوير والترقية قابلة للتطبيق تجاريًا، بل يُمهد الطريق أيضًا للعلامات التجارية الأخرى، مُثبتًا أن الاستدامة وقابلية التوسع يمكن أن تتعايش.
س: ما رأيك في مستقبل Sustainable fashion (الأزياء المستدامة)؟
ج: في الحقيقة، لا توجد حاليًا مشاريع مخصصة لإعادة التدوير الرفيعة المستوى. علينا أن ننقل هذه المعرفة والبيانات والأدوات للمصممين الطموحين. أتمنى أن أنشر هذا النوع الجديد من التفكير وأركز على استغلال المواد الموجودة بدلاً من إنشاء مواد جديدة. تسعى BETTTER للإسهام في المستقبل من خلال الاستمرار في دفع حدود تقنيات إعادة التدوير المتقدمة، وإقامة شراكات مع علامات تجارية مستدامة أخرى، والدعوة إلى تغييرات جذرية في النظام الصناعي.
