X

وداعاً للأستاذ السريالي البارع! استعراض لديفيد لينش وعالمه السينمائي الخيالي

It seems you intended to paste or enter text in Chinese for translation, but it appears as "[object Object]" which suggests that it might be an error in the formatting or copying process. Could you please provide the Chinese text again?

وُصف بأنه “أهم مخرج معاصر” من قبل صحيفة The Guardian البريطانية، توفي David Lynch يوم أمس عن عمر يناهز 78 عامًا. يُعتبر هذا العملاق السينمائي بارعًا في توظيف أساليب غريبة وغنية بطابع سريالي مميز في أعماله، حيث تأخذ أسلوبه الفريد في السريالية المشاهدين إلى عوالم تشبه الأحلام، تجمع بين الحقيقة والرعب.

أعماله كثيرة ولا تُعدّ ولا تُحصى، ومن أبرزها: «Blue Velvet» (الحرير الأزرق)، «Mulholland Drive» (شارع مولهلاند)، و«Twin Peaks» (قمم التوأم)، التي أعادت تعريف لغة السينما. استخرج من أعماق الخوف الجوانب الإنسانية، وعبّر عنها من خلال مشاهد مروعة ومذهلة تركت أثرًا عميقًا في النفوس. لا سيما العمل الأول من «ثلاثية منطق الأحلام» وهو «Lost Highway» (الطريق الضائع)، الذي يحظى بمكانة بارزة في تاريخ السينما كمعلم فريد.

من الأفلام التجريبية إلى هوليوود، استخدم السريالية ليفتح آفاقًا جديدة للسينما، مبدعًا أسلوبًا فريدًا يجسد السريالية وطوّر مفهومه الخاص المعروف بـ”Lynchian”. وفاة هذا العملاق السينمائي فجأة ليست مجرد خسارة لعالم السينما، بل جعلت عشاق الأفلام حول العالم يشعرون بالحزن، وترك فراغًا في عالم الفن.

لماذا لا نسترجع أعماله الكلاسيكية معًا، لنعيش من جديد سحر هذه التحف الفنية!

《رأس الممحاة》
(Eraserhead, 1977 年)

يحكي القصة عن هنري الذي يعيش في مدينة صناعية، حيث يواجه تجارب مروعة بدءاً من حفلات عائلية غريبة ووصولاً إلى حمل صديقته ماري. يُجبر على الزواج من ماري، وفي ليلة واحدة يصبح والدًا لطفل مشوه. لاحقًا، يتضح أن هذا الطفل لا يستطيع تناول الطعام ويستمر في البكاء والصراخ، مما يدفع ماري للانهيار والهروب. في النهاية، يؤدي ذلك إلى انهيار هنري النفسي، مما يدفعه لاستخدام المقص لتقطيع الطفل…

هذه فيلم أمريكي ينتمي إلى نوع الرعب الجسدي السريالي، وهو أول عمل قام فيه David Lynch بكتابة النص وإخراج الفيلم بنفسه، بالإضافة إلى إنتاجه. يُعتبر هذا الفيلم أول فيلم طويل بالأبيض والأسود له. في الواقع، لم يصل فيلم «إريزر هيد» إلى جمهور واسع عند صدوره، ولكن نال تقييمات إيجابية بعد عرضه. وتحديداً لما يتميز به من صور سريالية وتيارات جنسية خفية، والتي تُعتبر عناصر رئيسية في مواضيعه، فضلاً عن التصميم الصوتي المعقد الذي أصبح أحد أبرز تقنيات الفيلم. حتى عام 2004، أدرجت مكتبة الكونغرس الأمريكية فيلم «إريزر هيد» في السجل الوطني للأفلام كجزء من قائمة الأفلام المحفوظة.

《الرجل الفيل》
(The Elephant Man, 1980 年)

تحكي القصة عن طبيب بريطاني في العصر الفيكتوري يكتشف رجلاً برأس مشوه يُعرف بـ”رجل الفيل” في سيرك، حيث يتعرض لمعاملة غير إنسانية. قرر الطبيب أخذه إلى المستشفى لإجراء البحوث عليه. لكن لسوء الحظ، يعاود مدير السيرك وأتباعه خطفه لعرضه في جولات عبر أوروبا. بفضل مساعدة أفراد آخرين مشوهين من السيرك، يتم إنقاذه سرًا وإعادته إلى بريطانيا، حيث يتمكن أخيرًا من تجربة دفء الإنسانية…

هذه فيلم درامي تاريخي أمريكي من إخراج David Lynch، مستوحى من القصة الحقيقية لـ”رجل الفيل” البريطاني في القرن التاسع عشر، جوزيف كاري ميريك (Joseph Carey Merrick)، وتم تقديم الفيلم بالكامل بالأبيض والأسود. بعد النجاح الذي حققه David Lynch في فيلمه “رأس ممحاة”، قرر تصوير “رجل الفيل”، والذي يُعتبر واحدة من أكثر أعمال David Lynch تقليدية. كما أن “رجل الفيل” حقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا وحصل على 8 ترشيحات لجوائز الأوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل سيناريو مقتبس.

《تل الكثبان》
(Dune, 1984)

تستند القصة إلى الرواية التي تحمل نفس الاسم، والتي كتبها فرانكلين باتريك هيربرت جونيور عام 1965. تدور أحداثها حول شاب ذكي وموهوب يُوصف في النبوءة بأنه Kwisatz Haderach، المُقدر له إنقاذ كوكب صحراوي من قبضة النبلاء الطغاة من عائلة Harkonnen. يتحمل هذا الشاب مصيرًا عظيمًا يتجاوز فهمه، ويُجبر على السفر إلى أخطر الكواكب في الكون لضمان استمرارية مستقبل عائلته وقومه.

هذه فيلم خيال علمي ملحمي أمريكي، أخرجه وكتبه David Lynch. بسبب معارضة الناس لتغيير المخرج في أحداث الرواية الأصلية، لم تحظَ بتقييمات جيدة ولم تحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر. بلغت تكلفة الفيلم 4000 مليون دولار، ولكن الإيرادات المحلية لم تتجاوز 3090 مليون دولار. ومع ذلك، يُعتبر الفيلم من الأفلام الكلاسيكية الغريبة، وأحد الأعمال التي ألهمت سلسلة ألعاب Dune.

لكن فيلم «تل الكثبان» كان أيضًا كابوسًا بالنسبة لـ David Lynch، وأحد أكثر أعماله ألمًا. السبب لم يكن شباك التذاكر، بل لأنه تم سلب حقه في التحرير النهائي للفيلم، مما جعل هذا العمل مختلفًا تمامًا عن رؤيته الأصلية.

《الحرير الأزرق》
(Blue Velvet, 1986)

تدور القصة حول البطل جيفري الذي يعيش في حي سكني يبدو جميلًا وهادئًا. في أحد الأيام، يكتشف صدفة أذنًا على العشب بالقرب من منزله. بعد أن أبلغ الشرطة، لم يستطع مقاومة فضوله، مما دفعه للتعاون مع ساندي، ابنة قائد الشرطة، للتحقيق في الأمر. وخلال ذلك، بدأ في اكتشاف الجانب القبيح والشرير من العالم.

هذا فيلم أمريكي من إخراج David Lynch يمزج بنجاح بين عناصر السينما السوداء والواقعية السريالية. اسم الفيلم مستوحى من أغنية تحمل نفس الاسم لبوبى وينتون صدرت عام 1963، وهو يعكس أيضاً ظهور الشريط الأزرق المتكرر في الفيلم. ورغم أن الفيلم لم يُقبل من قِبل الجمهور العريض عند عرضه لأول مرة، إلا أنه حظي لاحقًا بإشادة واسعة، بل وحصل المخرج على ثاني ترشيح له لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج في حياته.

《معضلة غامضة: السير مع النار》
(Twin Peaks: Fire Walk with Me, 1992)

هذه فيلم أمريكي ينتمي إلى نوع الإثارة النفسية والرعب، وهو مستوحى من العمل الشهير لعام 1990 «Twin Peaks». لذلك، يُعد الفيلم بمثابة مقدمة وتكملة للمسلسل التلفزيوني «Twin Peaks»، حيث يُبنى على أحداث المسلسل. تدور القصة حول بلدة تُسمى توين بيكس تقع في شمال الولايات المتحدة، وهي بلدة تقوم على صناعة الأخشاب والسياحة، لكنها تخفي الكثير من الأسرار المظلمة المتعلقة بالمكائد، والشهوات، والتواطؤ لتحقيق المصالح. كما يكشف الفيلم ملابسات مقتل الطالبة الثانوية لورا البالغة من العمر 16 عامًا، ويستعرض عالمها الداخلي الغامض والمعقد قبل وفاتها.

ديفيد لينش أوضح أن هذا الفيلم يتناول موضوعات مثل “الوحدة، والخجل، والشعور بالذنب، وضحايا زنا المحارم”. وعلى الرغم من أن فيلم “Twin Peaks: Fire Walk With Me” فشل في شباك التذاكر في الولايات المتحدة، إلا أنه لاقى نجاحًا كبيرًا في اليابان.

«الطريق المفقود»
(Lost Highway, 1997)

تروي القصة عن موسيقي جاز وزوجته يتلقيان شريط فيديو يحتوي على تفاصيل حياتهما اليومية. من ذلك الحين، أصبحا يتلقيان هذه الأشرطة يوميًا. وفي أحد الأيام، تلقيا شريط فيديو يُظهر قتله لزوجته، وبالفعل تُوفيت الزوجة في المنزل، ليُدان بجريمة القتل. لاحقًا، اختفى بشكل غامض وحلّ مكانه شاب ميكانيكي يعيش حياة مختلفة…

تم إنتاجه من قبل شركة الإنتاج الفرنسية Ciby 2000، وتم تصوير معظم المشاهد عبر تعاون المخرج David Lynch مع شريكته المنتجة مارى سويني والمصور السينمائي بيتر ديمينغ في لوس أنجلوس. صرّح David Lynch أن الفيلم تخلّى عن حبكة منطقية تقليدية واعتمد بدلاً من ذلك على حالة استبطانية تشبه التجوّل النفسي، حيث تماثل البنية السردية فيه شريط موبيوس (بالألمانية: Möbiusband). يُعتبر فيلم «Lost Highway» الجزء الأول من ثلاثية «منطق الأحلام»، ويُنظر إليه كأحد أبرز أعمال السريالية الإبداعية بعد فيلم «Eraserhead»، وله مكانة رائدة في تاريخ السينما.

《شارع النسيان》
(Mulholland Drive, 2001 年)

تروي القصة حكاية ديانا، التي جاءت من كندا إلى لوس أنجلوس لتحقيق أحلامها. على الرغم من موهبتها في الأداء وشجاعتها، إلا أنها لم تكن محظوظة، مما أدى إلى تعثر تطورها وعدم تحقيق النجومية. خلال تجارب الأداء في الأفلام، لم تنجح ديانا. وجدت نفسها تواجه هذا الواقع المؤلم والمحبط، مما جعلها تعاني وتعيش في حالة من الفوضى، لتبدأ تدريجياً في فقدان نفسها…

يُعرض هذا الفيلم بأسلوب سرد غير خطي وبلمسات من السريالية، ويندرج تحت تصنيف الأفلام الأمريكية ذات الغموض والنوير الجديد. في البداية، قام David Lynch بإعداد عينة لمدة ساعتين كعرض أولي لمسلسل تلفزيوني أمريكي لصالح شبكة البث الأمريكية، على أمل أن يكرر نجاح «توين بيكس». ومع ذلك، عندما قدّم المشروع، طُلب منه تقليص مدة العرض وإجراء تعديلات كبيرة على المحتوى، ما أدى في النهاية إلى التخلي عن المشروع. ولحسن الحظ، احتفظ David Lynch بحقوق التحكم في الفيلم الخام، وبمساعدة الموزع الفرنسي Canal+، أكمل إنتاج فيلم «Mulholland Drive». بعدها، تم عرض الفيلم لأول مرة في الدورة الـ54 لمهرجان كان السينمائي في عام 2001، حيث حظي بإشادة كبيرة وحقق نجاحًا جيدًا في شباك التذاكر العالمي. هذا النجاح مكّن David Lynch من الفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان لعام 2001، وجائزة أفضل مخرج من جمعية نقاد السينما في نيويورك، كما حصل على ترشيحه الثالث لجائزة الأوسكار عن أفضل مخرج.

حصل الفيلم على لقب أفضل فيلم للعام من قبل جمعية نقاد الأفلام في نيويورك، كما نال إشادة حماسية من الناقد Roger Joseph Ebert الذي كان قد أعرب سابقًا عن تحفظاته بشأن أعمال David Lynch، وأصبح في السنوات الأخيرة فيلمًا يُعتبر من الأفلام الكلاسيكية.

*تم أخذ الصور أعلاه من الإنترنت

Categories: artnews-ar
Louyi Wong: