Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

معرض بيكاسو الكبير في هونغ كونغ: لقاء عبقري الفن مع آسيا

على مدار سبعين عامًا من المسيرة الفنية، جاب بابلو بيكاسو (Pablo Picasso) أنحاء أوروبا، وأخيرًا، يُقام أول معرض فني كبير لبيكاسو في هونغ كونغ في متحف M+! يجمع المعرض الخاص أكثر من 60 عملاً مميزًا من متحف بيكاسو الوطني في باريس، إلى جانب 130 قطعة من إبداع فنانين آسيويين، ليشهد تبادلًا ثقافيًا غير مسبوق يسلط الضوء على التأثير العميق لهذا العملاق في الفن الحديث. والأكثر إثارة للاهتمام، أن هذا هو أول معرض كبير لبيكاسو في هونغ كونغ خلال أكثر من عقد، حيث يتم استكشاف تأثير هذا المعلم الفني للقرن العشرين من منظور جديد ومبتكر.

أبرز معالم المعرض

يرتكز المعرض على أربعة نماذج أولية، وهي عبقري، الغريب، ساحر ومتدرّب، مما يبرز المكانة الفريدة لبيكاسو في تاريخ الفن.

النموذج الأولعبقري: تأتي صورة بيكاسو العبقرية ليس فقط من موهبته الفنية الفطرية، بل أيضًا من براعته في استخدام هذا التصنيف بشكل مذهل. ففي سن الرابعة عشرة فقط، كان قد أتقن رسم صور الأشخاص وتكوين اللوحات بشكل مذهل. كان يربط نفسه دائمًا بالشخصيات الأسطورية لتعزيز صورته الخارقة. وحتى بعد وصوله إلى قمة مسيرته المهنية، استمر في الابتكار والتجريب، مما أظهر إبداعًا لا ينضب. يعرض المعرض أعماله المبكرة، علاقته بالمصدر الإلهامي، واستخدامه للعناصر الأسطورية، مثل: (الصورة الخامسة أعلاه)芥川(間所)紗織 حارس الينبوع، و(الصورة الرابعة أعلاه) بيكاسو الوحش الأعمى ذو رأس الثور في ليلة مضيئة بقيادة ماري تيريز والحمامة (مجموعة ورسير). كما يتم تقديم أعمال لفنانين معاصرين مثل Liao Yijun، Tadanori Yokoo (الصورة السادسة أعلاه) لإعادة التفكير في معنى عبقري ضمن سياق الفن المعاصر.

النموذج الثانيالغريب: كان بيكاسو شخصية استثنائية في عالم الفن، يتحدى باستمرار الأعراف التقليدية ويخرقها. بدءًا من أعماله المبكرة فترة اللون الأزرق التي تصور الشخصيات الهامشية في المجتمع، وصولًا إلى تأسيس التكعيبية بالتعاون مع براك، ظل يحافظ على روحه المتمردة. لقد استعار عناصر فنية من ثقافات أخرى، وخصوصًا الفن الإفريقي، ليبتكر لغة فنية جديدة وفريدة. يقدم المعرض من خلال أعمال فناني آسيا مثل تشين فو شان ولي تشينغ يان، كيف تمكنوا كأفراد خارجين عن الإطار التقليدي من شق طريقهم الخاص داخل النظام الفني السائد.

النموذج الثالثساحر:كان بيكاسو يمتلك قدرة سحرية لتحويل الأشياء العادية إلى أعمال فنية استثنائية. كان بارعًا في استلهام الإبداع من تفاصيل الحياة اليومية، وتحويل تجاربه الشخصية إلى قطع فنية. من الطبيعة الصامتة إلى الإبداعات الخزفية، أظهر قوة تحويلية هائلة. يضم المعرض أعمال فنانين معاصرين مثل ليانغ هوى قوى التي تستخدم مسحوق القرفة في إبداعاتها، بالإضافة إلى دوان جيانيو ودوان جيانوي اللذين يعيدان تفسير المناظر الريفية، مما يعرض كيف يستخلص الفنانون قيمة فنية من الأشياء اليومية.

النموذج الرابعمتدرّب: على الرغم من أن بيكاسو يُعتبر مبتكراً في عالم الفن الحديث، إلا أنه كان أيضاً متعلماً متواضعاً في مجال الفن. فقد واصل نهله للإلهام من أساتذة الفن الأوروبي الكلاسيكي، من الفن الإتروسكاني إلى عصر الباروك، واستلهم منها ليخلق شيئاً مبتكراً. هذه الروح التعليمية مكنته من دمج مختلف الأنماط الفنية ليصوغ لغة فنية فريدة من نوعها. يعرض المعرض إعادة تفسيره للفنون التاريخية، بالإضافة إلى ردود أفعال فنانين معاصرين مثل سيمون فوجيوارا على أعماله، ليجسد العلاقة الجدلية بين التعلم والابتكار في الإبداع الفني.

تتضمن المعروضات عدة أعمال مهمة مثل صورة رجل (1902-1903)، فنان السيرك (1930) و مجزرة كوريا الشمالية (1951)، مما يسلط الضوء على المسيرة الفنية التي امتدت لبيكاسو على مدار سبعين عاماً. ومع ذلك، فإن تصميم مساحة المعرض يحمل طابعاً خاصاً — حيث يحتوي قسم عبقري على فتحة يمكن من خلالها رؤية النموذج الرابع متدرّب، وهكذا دواليك، مما يعزز فكرة أن حياته وهوياته الأربعة كانت مترابطة ومتأثرة بعضها ببعض في تطورها.

حوار مع الفنانين الآسيويين

أما المعرض فهو الأول من نوعه حيث يتم عرض أعمال بيكاسو جنباً إلى جنب مع مقتنيات المتاحف الآسيوية، مبتكراً رؤية جديدة تعيد قراءة هذا المعلّم الأوروبي من منظور آسيوي. وقد تم اختيار أعمال لثلاثين فناناً آسيوياً ومن أصل آسيوي من حول العالم للدخول في حوار فني مع بيكاسو.

يتضمن ذلك عمل الفنانة هونغ كونغ تشين فو شان صورة ثلاثية الأبعاد لأسماك بحرية، الذي يقدم تفسيرها الفريد للتكعيبية؛ وسلسلة إعادة تفسير بيكاسو التي تم إنشاؤها خلال الجائحة بواسطة الفنان الياباني تاناامي كييشي، والتي تعرض روح الفنان في السعي للأمل وسط الأزمات؛ بينما تستجيب الأعمال التركيبية للفنانة الكورية يانغ هاي كوي بأسلوب مبتكر لتحولات بيكاسو للأشياء اليومية. كما يكلّف المعرض الفنانين فوجيوارا سايمون وشان هوي تشيان بإبداع أعمال جديدة تستجيب لإرث بيكاسو الفني من منظور معاصر.

خُصوصًا تم تجهيز المعرض بمنطقة عرض تفاعلية تتيح للزوار إطلاق العنان لإبداعهم، حيث يمكنهم متابعة ضربات القلم في الفيديو ورسم أعمالهم الخاصة، مما يسمح لهم باستكشاف جاذبية هذا الفنان العظيم.

منتجات حصرية للمعرض

تشمل المنتجات الحصرية للمعرض الكتاب المعتمد 《بيكاسو: حوار مع آسيا》 والمنشور بالتعاون بين متحف M+ وThames & Hudson، وهو كتاب بغلاف مقوى يحتوي على 240 صفحة، ويتضمن 216 صورة، ويقدم باللغتين الصينية والإنجليزية. كما قدم متجر M+ سلسلة حصرية من المنتجات المستوحاة من أعمال بيكاسو الكلاسيكية، والتي تتضمن ملابس، أدوات مكتبية، منتجات منزلية، وأكثر من ذلك، بالإضافة إلى سلسلة تعاون فريدة من نوعها مع كييشي تانيامي. جميع هذه المنتجات متوفرة الآن في المتجر الفعلي وعلى المتجر الإلكتروني لمتحف M+.

هذا الحوار الثقافي العابر لا يكتفي بإبراز التأثير العميق لبيكاسو، بل يُجسد أيضاً الدور الفريد لـ M+ كمتحف معاصر للثقافة البصرية العالمية في آسيا. من خلال الجمع بين سيد الفن الغربي وفنانين آسيويين، يوفّر المعرض منصة لإعادة التفكير في تقاليد الفن، والتبادل الثقافي، والابتكار، مقدماً لجمهور هونغ كونغ تجربة فنية جديدة ومُلهمة. كما يشتمل المعرض على جولات صوتية إرشادية مجانية، ومساحة تفاعلية للرسم، ودليل عائلي، مما يتيح لجميع الفئات العمرية فرصة لفهم هذا الحوار الفني البديع بعمق.

展期:15 مارس 2025 – 13 يوليو 2025
المكان: M+ القاعة الغربية

Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

This site is registered on wpml.org as a development site. Switch to a production site key to remove this banner.